قادمون 

في أيدينا سجلٌّ 

ومن الزيتون غصون 

طبعنا على مجلد حلمنا الحجريّ نقشاً كان في محاكم التفتيش وفي دهاليز السجون

لنرسم همزةَ الوصل وحرف الجر والنداء في نقاط سطر فارغة

لنروي عن قطار مضى أسقطَ في وادي الجحيم قاطرة 

ونجمع اﻷفكار

ونطرح اﻷسرار

ونكتب في أحداث غابرة

نحن الميتين عائدون

في أحداقٍ ثائرة 



قادمون

قادمون 

يا من أكلتنا وخبأت للوحوش عظماً كي نعيد الذاكرة

نرشّ الرمل ملحاً على رغيف الخبز ذكرى كان لنا قوتاً في دربٍ سادرة

بعد إذ رمينا فرحاً

وحعلنا الهوى قاهرا

حين كان الحبُّ دريئةً وكنتَ مقامرا 

لنا هنا مرسىً

ومركبٌ للريح غادر عهداً غابرا

سنحطّ غداً لا بدّ

نقطع الأقطارَ

ونجري في منحنى دائرة 



قادمون 

قادمون

نضرب في زمنٍ رديءٍ حيث كان لنا كوخٌ وكانت حصون

في أيدينا فتات 

ترّهات في أحداق العيون 

في أحشائنا ركم الجنون 

فطوبى لنذلٍ ألقى بشعبٍ إلى فتاتِ الصحون

رفع السجون 

كرهنا اسمه الجارح في أفواهنا

خنجرَاً في العيون 

فأساً في جذوع الشجر

ناراً في الغصون 



قادمون

قادمون

لنعرف ما سوف يكون 

إذ سكنّا العراء

والكهوف

وتبعثرنا في متاهات القرون

بزرد السلاسل والنير كبّلتنا أين منك نيرون 

مْلأتَنا غمّا

طمرت حلماً في الثرى 

كي لا نرى فقأت العيون

ركمت الحديد ، بنيت الحصون

قادمون نسألُ ، أيامَ كان الوطنُ مدجنةً

وكنا دجاجاً كي تكون 

من تكون ؟



قادمون

قادمون

تعوي ذئابٌ على أذيالنا

تدقّ الريحُ صوتَ هوىً له مجون

ثُمالى قد اصفرّ لنا ورقٌ وزاغتْ عيونْ

هذي الديارُ نعرفها 

وتلك الجداولُ 

والشجر الذي رسم اﻷسماء على أوراقه واهتزت غصون

لنعيدَ تهجئةَ نصٍّ بعثرتْه السنون

لنصيحَ آهاً للورى 

لنطلقَ صوتَ جرحٍ لعلّ الصدى يصون

قادمون 

قادمون